الأربعاء، 17 يونيو 2009

انا محتاج وقت

اقترب الميعاد واسرعت الساعة لترتكز العقارب على ارقام الساعة المعلقة امامها .. جاءت السادسة ومر الوقت كالدقائق رغم اعتيادها على الملل مبكرا من العمل .. ومن اوامر المديرين الا ان اليوم كان مختلف فالناس تبدو كالاطفال امامها تضحك مع الكل وتداعب الكل وتجرى احيانا فى صالة الاستقبال الواسعة و تتذكر موعدها وتحضر الكلام و تجد الابتسامة فجأه ترتسم على وجهها فتنظر الى شاشة الكمبيوتر بجدية خشية ان يكشف افكارها احدهم ..

تتنهد فى هدوء وتتسائل ماذا حدث ؟ .. ماذا تغير ؟ .. متى اصبحت سعيده الى هذه الدرجة ؟ .. كيف الاخرون غير سعداء ؟ .. اليس لديهم من يحبون فى حياتهم ؟ .. كيف يحزروننا اهلنا من الحب ؟ .. ولماذا يقمع المجتمع كل ما هو حقيقى ؟ .. اه المجتمع .. تمردت علية كثيرا .. ولازال هو الاقوى .. مستبد ومستعمر عقولنا قبل كتبنا ..

ولكن الان وقت اخر عبر الزمن تعبر بمشاعرها الى الزمن الحقيقى ..

فالاخرون يستطيعون تقيد اجسادنا ولكن مشاعرنا وعقولنا مستحيل .. مستحيل ..

تتلفت وتضم حاجبيها وتنادى على العامل .. " شاى يا صبرى و حياتك.." .. مش كده احسن برضة حتى لو حد لاحظها يبقى اسمها بتستطعم الشاى !!..

اهو كده ممكن تفكر فية براحتها وتمذذ اللحظات ..

اه هو .. ازاى حبيتة كده ؟ .. وازاى هو حلو كده ؟ و يوم عيد ميلادها .. ولا كلامه .. ولا طريقتة يوم لما قولتله انا زعلانة منك!! كنت اخيرا جمعت كل شجاعتى ودست على قلبى علشان اقولها بقسوة .. وقولتها ..

قال لها " خلاص بقى متزعليش مترخيميش عليا " قال "عليا" دى زى الطفل .. احيانا بفكر ان كل الرجالة دى زى الاطفال .. بصراحة محدش عرفتة اثبتلى عكس كده .. هو ده صحيح ده ؟ .. ولا انا اكتشف نظرية جديده واخيرا هبقى مشهورة واطلع فى التلفزيون ؟!

ولا ده صحيح ومحدش عنده الشجاعة يقول ؟ .. طب انت ممكن تقولى وانا اوعدك مش هقول لحد !!

هركب اية ؟ هركب اية ؟ .. اية اللخبطة دى ما انا بركب كل يوم اشمعنى مش عارفة انهارده يعنى ؟ هوصل فى قد اية ؟ الساعة والطريق والزحمة .. لأ .. لأ .. لازم انزل بقى هتأخر ..

الكمبيوتر بياخد وقت لغاية ما يقفل .. اقفل بقى .. اقفل .. اية ده لأ لازم اغير الكمبيوتر .. ايوه .. المفتاح فين .. المفتاح .. يووووه .. " صبرى ابقى اقفل المفتاح " .. "قصدى اقفل الكمبيوتر والشقة" .. يووووه .. " الكمبيوتر والمكتب " ..

تجرى نحو الباب .. تقول لنفسها ان الهدوء هو احسن حل للتعامل مع التوتر .. ايواه " اهدى" .. "اهدى" لسة بدرى و الطريق هيبقى فاضى " ..

يقاطع حوارها مع نفسها العامل .." وعليكم السلام ورحمة اللة " .. ترد " اه يا صبرى معلش نسيت اقولك باى باى .. باى .. باى " .. يقف كأسد قصر النيل يضحك ..
اعتاد صبرى ان يعاملها كأمرأه متخلفة .. قليلة الحيلة .. و كثيرا ما ينصحها ويشرح لها طريقة عمل المكرونة و اللحمة المفرومة .. ودائما ما يسألها " محتاجه فلوس؟ " ويضحك وحده ووحده فقط واللهى ..

فى دقيقة كانت فى الشارع و 30 دقيقة وكانت فى المكان .. وصلت و جلست و طلبت قهوة .. اخرجت كتاب تقرأه .. وصلت قبل الميعاد بنصف ساعة ومازال القلق يحاوطها .. المكان اعتادوا ان يجلسوا فية .. اصبح مألوفا بعض الشئ .. اغلب الموجودين ما بين العشرينات و الثلاثينات .. قامت انتظرت امام الحمام .. دخلت تأكدت ان كل شئ فى مكانة .. تحدثت الى نفسها " خلاص .. خلاص .. كلة تمام " خرجت من الحمام .. جلست ونظرت الى ساعة الموبايل .. باقى 5 دقائق .. لم تمر الخمسة دقائق وكان وصل هو ..

ازيك ؟
ازيك ؟ .. اية الحلاوة دى ؟ قال هو

ميرسى ده بس من ذوقك !!
- اتأخرت عليكى ؟

- لأ خالص
- طلبتى حاجة

- اه ميرسى
- انتى ميعادك تروحى امتى ؟

توقفت كل الاحاسيس متسائلة بين نفسها .. لية بيسأل عالوقت ؟

- اجابت " تحب نمشى . انت مضايق من المكان ؟ "

- لا مش مضايق ولا حاجة بس ....
- بس اية ..

- انا كنت عايز اقولك ..
- ها ..

- احنا كل حاجة بنا بتحصل بسرعة وانا محتاج شوية وقت اعرف انا عايز احبك ولا لأ

- وانت جاى دلوقتى تاخد القرار .. القرار ده بيبقى فى الاول مش فى الاخر .

تحدث عن الكثير والكثير وجلست هى تهز رأسها .. وقد اخذت قرارها ان لا تسمع كلمة بعد جملتها السابقة ..

لم تجد افكار واضحة .. ولا كلمات تصف بها احساسها .. ولا نبض ولا رؤية واضحة عما ستفعله .. ولكنها فكرت ان تأخذ كوب السفن اب وترمية فى وشة زى اعلان سفن اب .. بس قالت حرام
!!

تمت