الأربعاء، 13 أبريل 2011

انتحار مستر جى


خرجنا من السينما وهو محبط الى حد ما . لقد حاول بكل الطرق ان يغازلنى ولكنه فشل فشل ذريع. بالطبع لا يستطيع امثاله ان يتقبل الفشل . فهو شخصية ناجحة اجتماعية جدا ، لا يستطيع ان يعيش بدون الناس ، هاتفة دائما مشغول ودائما لا يرد على اتصالى من اول مره ، متسلط على زملائه فى العمل بحكم منصبه وحينما اسأله عن الاسباب يجيب ببساطة لأن الموظف المصرى يجب ان يعامل بحزم لكى ينجز. فأرد هل تسمى الاهانة حزم؟؟.

لم يكن اسلوبة فى العمل هو محور اختلافنا الوحيد فهناك ثقافته وتحكمه فى الضعفاء فى نظره الذى اراهم محترمين جداً، بالأضافة الى الاشياء التى تجعله يفرح ويسعد والتى تقوم دائماً على تعاسة شخص اخر .

تقابلنا فى المساء، اتفقنا على الخامسة وجاء متأخراً كالعادة ومعه صديق له قال انه صادفة فى الطريق وفكر انها ستكون فكرة رائعه لو انضم الينا، صديقه وقد بدى لى من اول وهله مثقف وغنى ولكن ما ان دار بيننا حديث الى ان وجدته ابله وغير واثق بنفسة فكان يرد على كل اسئلتى بالايجاب ويقتنع بدون اسئلة بأرائى.

توجهنا بعد ذلك الى السينما وسألنى عن الفيلم الذى اريد ان أشاهده على الرغم من اننا حددنا قبلاً اسم الفيلم ولكننى اجبته بكل هدوء وحين وصلنا كرر السؤال مره اخرى وكنت بدأت افكر ان اغادر قبل ان يعكر هذا الانسان يومى بتفاهته وعجرفته امام الاخرين .

كنت قد تعرفت عليه عن طريق الانترنت فكعادته كان يضع صوره له مع اشهر المطربين العرب وكعادتى اضع بعض الرجال فى خانة الطوارئ اى عندما يلزمنى شريك عندما اذهب لحفلات الاوبرا او الى الحفلات الاجتماعية والخيرية . وتظل صداقتنا صورية وكان هو الاجدر لوسامته وحسن طلته. مر شهرين على تعارفنا عن طريق الانترنت ثم عرض على ان نتقابل واصبحنا نتقابل تقريباً كل اسبوع ولمست جديتة فى بناء صداقه معى. وعلى الرغم من اننى لم اتقبل غروره إلا انه كان يؤنس وحدتى، واليوم كان قد مر حوالى ثلاثة اشهر على علاقتنا.

للأسف انا حقيقية وحالمه وهو منافق وواقعى ويرى ان الظلم ممكن ان يكون عدلاً اذا كان فى صالحة ونحن بالتمام مختلفين وبمرور الوقت رأى ان علاقتنا ممكن ان تنجح اذا استمر كلانا ان يعمل على انجاحها وفى نظرى ان الاحاسيس لا يحركها سوى الحب والحب لا يأخذ قوة ولا يفرض نفسة على الاخرين ، انا لا أغير مبادئى ولا اخدع الناس ولا اسعى للوصول لمكانة غير مكانتى او لكرسى ليس مكتوب عليه اسمى ولا اعد بشئ لا استطيع تحقيقه ولا اعتقد اننى استطيع تحقيق احلامى فأعيش كل لحظة من حياتى بسعادة ولا اعتمد على احد او على شئ لأحصل على سعادتى ولا احتاج شخصاً لأكون اسعد أو اكثر امناً فأنا راضية بأحوالى كما هى ودائماً اعتمد على اشياء ثابته لا تتغير لأسعد بها مثل تلقائية الاطفال فى الضحك والاسود فى اللعب ولا ادخر جهد او مال لأى لحظة غير الحالية .

اما هو فلا يسعد ولا يضحك ولا يرى فى النور والسماء جمال ولا فى الربيع مجانية ولا يدين بشئ ولا يؤمن حتى بنفسة ويُسقط مشاكله على الاخرين ويهاجم بشراسة من ينتقده واذا فكرت ان تقف ضد مصالحه ببساطة سيقضى عليك. سألته يوماً عن عدد ضحاياه او كم يعتقد انهم نالوا من اذيته؟

فضحك وجاملته وضحكت .. وطرق زجاج العربة طفل يفتح فاه ويطلب صدقه ففتح زجاج العربه وناوله جنيهاً فضياً واستنكرت فعله لأنه بذلك يشجع على التسول فقص لى كيف ان والدته كانت تحثه دائماً على العطاء.

هذا نفس الشخص الاب لثلاث ابناء لم يراهم منذ سنوات لخلاف ما حدث بينه وبين زوجتة وانفصلا، وهذا الشخص هو نفسة الذى لا يعطى زوجته مليماً لأنها لا تستحق . هو هو نفس الشخص الذى عندما جاءه شرطى يخبره ان ابنه تم القبض عليه لتورطه فى قضية مخدرات لم يسعفه وانتظر حتى يخرج ابنه وضربه واهان امه وجدته وأيده الرجال والشيوخ فى المنطقه وصار يوماً معروف فى الشارع والحى الذى يقطنه الصبى وامه وجدته.

لم ندخل نفس الفيلم المتفق علية بل دخلنا أخراً اختاره هو ، لم استمتع بالفيلم فلم احب يوماً هذه النوعية من الافلام ولا التفت فى الافلام لشئ بعينه، فى الحقيقة حكمى على الفيلم يأتى نتيجة قدر المشاعر التى ينقلها لى فأذا لم اشعر بشئ فالفيلم بالنسبه لى لاشئ واذا شعرت بشعور ايجابى فالفيلم رائع وهكذا، ولا استطيع ان اتعلم شئ بدون ان المسه وابرع فى فنون الرسم والتصميم والخيال والابتكار، فأخبرته عن رأيى بصراحه وعن عدم إستيعابى للفيلم فلم يهتم وظل مبتهج للاحداث السريعه والمتواليه فى الفيلم..

كنت احياناً ارى ان قدرى هؤلاء الاشخاص لأننى لم اضع خطة محكمة للارتباط او حدث وفكرت ان ارمى شباكى على احدهم فكنت ارى طوال الوقت اننى مكتفية وكنت قد استسلمت لهذه النوعية من العلاقات الذى يعتمد فيها الطرف الاخر عليك لتعطية اما الشعور بالامان اوبالقيمة أو لتسعده كواجب منك وليس بدافع الحب وبمرور الوقت تجده يعتمد عليك اكثر فأكثر ويشعرك بالذنب اذا قصرت فى واجبك او ما يقتنعك انه واجبك فى حين ان الناضحين يخرجن فى حرية نحو الاخر ويكون تكامل بين الكائنين وليس اعتماداً.

ودعنا صديقه بعد الخروج من السينما ودعانى الى منزله وكان يحلم بليلة وردية ولكن ما حدث كان عكس توقعاته.

اخرج زجاجة ويسكى وسألنى اذا كنت اريد ان اشرب فأخبرته اننى لا اشرب وساد صمت فترة كنت افكر وقتها بالمغادرة ولكننى نظرت اليه وقلت أننى اريد المعرفه اكثر عن حياتك. فكان يبتعد عنى ويقص لى عن مرحلة ما ثم يصب كأساً اخر ويكمل حديثة ثم يعاود محاولاته معى وكنت اطرح سؤالاً جديداً فى كل مرة وظل يحكى تفاصيل حياته بكل صراحة ووضوح ويبرر لنفسة كل شروره . غريب ان الانسان لديه قدره على تبرير كل شئ .وكنت اسمعه واتسائل ما الذى يجمعنا؟ هل هو قدرنا ام هى وحدتنا ام مستوانا الانسانى؟ ام ماذا؟

عندما انتهى وكان قد ثمل تماماً شعرت انه كحيوان مقذذ ولم اكن اعرف ان الحقيقة ممكن ان تجعلنى اشمئز من الانسان وتجعلنى اكره العقل الذى يرفعنا الى مراتب السموات وينزلنا الى مراتب الحيوانات ، ايقنت اننى كنت على صواب فى حكمى عليه وانه يظهر عكس ما يبطن تماما، وأتانى يقين ما بأننا فى مرحلة ما لن نستطيع ان نميز الكذب من الصدق فقط لأننا اعتدنا التجمل.

بدأ يبكى ويخبرنى بأن عيبة الوحيد بأنه شخص غير طموح ودائماً يرضى بقليلة وكان وسط كلامه رثاء وكان بدأ يفتح زجاجة اخرى وكان يهمهم كحيوان ميت فأمسكت حقيبتى وفتحت باب الشقة وقالت له الوداع يا صديقى.

وجدته يقف ويجرى نحو غرفته وكان يترنح عند الباب لم اهتم بالدخول ورائه ولم اكن اريد الرجوع او معرفة ماذا حدث فكنت اريد ان اكتفى بما وصلت اليه واحتفل بوصولى للحقيقة ولكن لا اعرف ماذا دفعنى للعودة ودخلت الى الشقه مرة اخرى وذهبت للغرفة ووجدته يمسك بمسدس يوجهه تاره الى فمه وتارة الى رأسة ، رجعت خطوة للخلف واقنعت نفسى بأن الانسان مصير وليس فى مقدورى شئ افعله وان امثال هذا الرجل يجب ان يكون مصيرهم مع الكفار.

دخلت الى الغرفة وهو لم يتردد كثيراً كعادتة واطلق رصاصة على رأسة ووقع على الارض وسال بركان دماء منه . كنت اقف واشاهد المنظر ساكنه غير منفعله لم اشعر لحظة بالذنب لموته ولم افكر ان اثنيه عن فعلته، كنت قد حكمت عليه بالموت فى خيالى فلم يعد يهمنى ؟.

جمعت كل الاموال من البيت ورتبتهم فى حقيبتين واخذت صورة من محضر ابنه من مكتبه وكتبت عنوان زوجتة وام اولادة وذهبت اليهن ووضعت حقائب الاموال عند الباب وطرقت الباب ونزلت مسرعه وما ان وصلت للدور الارضى إلا وسمعت الجده تنادى ابنتها وتخبرها بأن الله استجاب لدعاها.

خرجت من الشارع مسرعه وقرأت فى الصحف عن مصرع مستر جى وقصصت الخبر ووضعته فى حجرتى ولم اندم يوماً عما فعلت.

تمت

الجمعة، 1 أبريل 2011

البطه اودى

البطه اودى بطه كبيرة وعندها بطتين صغيرين وفى مرة البطه اودى نزلت من البيت واخدت معاها بنتها البطه الكبيرة عشان توصلها المدرسة وقالت لبنتها البطه الصغيرة اوعى تخرجى بره البيت عشان ممكن تتوهى او ممكن حد يخطفك وبعدين باستها بين عينيها ونزلت اودى وبنتها الكبيره وبعد ساعتين رجعت اودى البيت وملقتش البطه الصغيرة وقعدت تدور هنا وهناك وفوق الطربيزة وتحت السرير وفى كل المكان وتحت الكراسى وفى الشارع وتسأل الجيران لكن برضة ملقتهاش . لغاية ما قالها ولد صغير انه شاف التعلب ماسك بطه صغيرة وبيجرى ناحية بيته ... فقامت اودى تجرى تجرى تجرى عشان تلحق بنتها قبل ما التعلب يحمرها وياكلها ...واول ما وصلت لبيت التعلب لقيته رابط البطه الصغيرة بحبال جامد قوى فى الكرسى وحاطط ميه عالنار عشان يحمرها وياكلها فراحت للتعلب وزعقتلة وقالتله فك بنتى دلوقتى لكن هو مرضيش وقالها لو ممشيتش دلوقتى هياكلك انتى كمان لكن اودى مخافتش وراحت للبطه الصغيرة وفكت الحبال بتاعتها وكانت لسه هتجرى لكن التعلب طلع السكينة وقالهم لو اتحركتوا ناحية الباب هدبحكوا علطول .... البطه اودى قالتله خلاص مش هنمشى لكن قولى انت عايز ايه ؟ قالها انا جعان وعايز اكل ... قالتله خلاص انا هاروح اجيبلك اكل وقعدت اودى تفكر تعمل ايه تعمل ايه ... لغاية ما جتلها فكرة انها تجيب بكل الفلوس اللى محوشاها فى الحصاله اكل للتعلب عشان يسيب بنتها ... وراحت اودى اخدت كل الفلوس اللى فى الحصاله ... وراحت جابت للتعلب اكل كتيير كتيير ... وبعد ما شاف التعلب الاكل الضخم اللى هى جايباه ... ساب البطه الصغيرة... فاخدت اودى البطه الصغيرة فى حضنها حضن كبير وسألتها البطه الصغيرة ياماما انتى عملتى ايه ؟؟؟ ردت اودى وقالتلها معملتش حاجة يا حبيبتى ومسكتها ورفعتها لفوق وبعدين حطتها على ضهرها ... انبسطت قوى البطه الصغيرة وحضنت اودى حضن كبييييييير قوى.