السبت، 5 فبراير 2011

كيف تخلق المؤسسات الدينية شخصيات مهزوزة ؟

منذ ايام ونحن نعيش فى ثورة ، ثورة قامت واشتعلت بغضب الشباب الذين هم فى سنى تقريباً وبالضبط ممن تتراوح اعمارهم بين 18 الى 30 عاما ً وفى يومها الثانى عشر استطعت ان اكتب عنها وبكل فخر ادقق واتأمل ردود الافعال الاقارب والاصدقاء الفرد والجماعه من الجهات الحكومية والمعارضة والمثقفين والفنانين والدول المتقدمة والنامية، تصاريح الولايات المتحده والدول الاوروبية والعربية وايضاَ اتابع اتجاهات الصحف المصرية والاجنبية والحوارات الصحفية والتقارير والانباء الاخبارية ، اشعر بسعادة طفل اخترع عربة او نفخ اله احدثت صوتا والتفت اليها الجميع فضحك جدا وخجل من صوتها.

اكثر ما اغضبنى موقف الاعلام المصرى والصحف القومية والمؤسسات الدينية فعندما تشاهد قنوات التلفزيون الوطنى المصرى تجده يذيع اخبار ومشاهد مضحكه ففى البداية ثبت صورة جسر السادس من اكتوبر ومشهد هادئ للنيل والسماء الزرقاء وبمرور الوقت تحول المشهد الى المتحف المصرى مع زاوية صغيرة للمتظاهرين هذا الى جانب التضليل ومحاولة وهم المواطنين بأن الامور تسير على ما يرام ، الموقف الذى جعل المشاهدين يفقدون المصداقية فى هؤلاء تماماً.

تناقل الصحف القومية صور واخبار المواطنون وهم يحتفلون بعيد الشرطة يوم 25 من يناير 2011 فى حين ان مئات الالاف تجمعوا فى ميدان التحرير يطالبون بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وإستخدام الامن العنف ضد المتظاهرين واصاية المئات مما اثار دهشتى وكأن الصحف القومية تصدر من بلد اخر غير مصر وتتحدث عن شعب اخر غير المصريين وعن احداث اخرى غير الواقعية .

تراجع المؤسسات الدينية امام التغيير والتطور وأنغلاقهم حول انفسهم وتعلقهم بكل ما هو قديم وترويجهم للفكر الانتحارى وكبت الرغبات وتغييب كامل للتفكير والتحليل وتهميش الاحتياجات الانسانية الطبيعية الشرعية خلقت اشخاص واجيال لا تعرف غير الكماليه التى يبتغوها وعلى غير وعى ودراية بمجريات الامور السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولا تعرف لمن تنتمى ولمن تعطى صوتها. ما اثار الفوضى عند اول ازمة والسؤال الذى ظهر "ماذا بعد ؟".
اصنام حركتها الكتب الدينية، مراهقين على عدم اتصاق مع انفسهم، اطفال يبذلون اقصى جهدهم لترضى الخالق. الحجرعلى ارادتهم لسنوات اذاب ارادتهم الفردية فى الاراده الجماعية واصبح الشخص هو الجماعة وضاعت الهوية الفردية واذا حدثك احدهم تجده يعيد عليك وعظة سمعها لتوه من احدى رجال الدين الاوفياء.

يؤلمنى هذه الاجيال الذى خرجت الى الدنيا بلا اتجاه فردى او دروع تحميها او منهج بحثى ينتهجونه للوصول للحقيقة اوقناعات شخصية وانتمائهم الكامل لجماعتهم الدينية بكل عنف وصرامه رغم ان هويتهم الاولى هى انسان.

لا حول ولا قوة إلا بالله !!

هناك تعليق واحد:

  1. انا ليا تعليق على موضوع الأعلام المصرى فى الفترة من 25 يناير وحتى قبل التنحى والموضوع دا انا كتبت فيه كتير على الفيسبوك ووصفت الاعلام المصرى بتليفزيونة واذاعته المسموعة والجرايد اللى مالهاش اى لزمة انهم ســــــحرة فرعـــــــون
    اينعم سحرة فرعون الذين زيفوا الحقايق وأعموا عيون البلاد والعباد عن حقيقة ثورة 25 يناير ، ورمو عصيهم وحبالهم فى وجوهنا لكى يعموا ابصارنا عن الحقيقة....
    ياليت ايديهم قد شلت قبل ان يرموا العصى ... ياليت ايديهم قد قطعت قبل ان يرموا الحبال

    تقبلى تحياتى ...

    ردحذف